كاظم الساهر...حديث قال فيه مالم يقله

كاظم الساهر في حديث لم يقله قبل أن يبحث عن عشبة الخلود:
تلتقي نفسي بنفسي حين أغلق عليها الباب

عمان - مجيد السامرائي
في فندق الراديسون ساس التقيته بعد عشرين سنة من لقائي به و من يشبهونه خلقة و صوتا علي الشاشة وبعد أول حوار أجريته معه علي الصفحة الأخيرة من صحيفة الجمهورية طيبة الذكر لم يتغير في كاظم شيء ما زال خجلاً واعترف لي بأنه كان قد تعثر علي سلالم المسرح ارتباكا من فرط الحشود الهائلة التي اندفعت إليه كالسيل في لبنان اعترف كاظم بالكثير و قال ما لم يقله من قبل، كان الحوار مراثونياً وحميما اجتزئ منه ما أراه مفيدا علي ان أتمه بجزء أخر من فرائد الاعترافات والوضوح الذي لم يستطع كاظم ان يغلفه لطيبة قلبه الذي عاني منه وحمله علي الترحال و السفر متنقلاً خارج البلاد التي أحبها حب الطيور إلي أوكارها كاظم باحث أبدا عن عشبه الخلود مثله مثل كلكامش ألان المسرحية التي كتبها كريم العراقي والتي يقول عنها: كريم العراقي كتب شخصية كلكامش مزج فيها بين شخصيتي و لوعته الخاصة بلغة رومانسية رائعة بحيث إني ما أحسست يوم إني سأقدم شيئا تقليديا علي المسرح.
{ و إلي أين وصلت؟
- أنا انتهيت
{ و ماذا تنتظر ؟
- انتظر التسجيل. لأني أنجزت 76 دقيقة في الأستوديو عزفا علي عودي فقط . انتظر التوزيع الموسيقي، اخترت الدكتور فتح الله احمد. واخترت شخصاً أخر يوزع الكورال. كل واحد أعطيته مهمته الخاصة.
{ بساعة؟
- لا بساعتين
من المحتمل ان اعمله بفلم ذي جزءين لان ملحمة كلكامش طويلة. أنا بعثتها لمخرج انكليزي وعملوا عنها دراسة كاملة . وسوف اتصل بشركات العالم بهوليوود الخاصة بالخدع السينمائية. اتصلت بأحسن شركات فن المبارزة في العالم كلها التي هي من (توب) و اتصلت بالفرق الراقصة من لندن و موسكو وجمعت الكثير من الشخصيات في العالم و أجرينا دراسة كاملة عنها، ألان نريد بعد انجاز التسجيل ان ننفذها بمخرج انكليزي مع مخرج عراقي، مع مستشار عراقي.
{ هذه إمكانات دولة !؟
- نعم
{ ومن يتبناها؟
- أنا ان لم أجد احدا يتبناها، سوف أسجلها علي حسابي الخاص، أنا أحببت هذا العمل فهو خلاصة حياتي و تاريخي!!
{ سمعنا ان قطر قد تبنت الموضوع؟
- لالا نحن كنا نجري مسحاً في مسارح مدينة الإعلام، مسارح فخمة جدا تستوعب هذا الكم تقريبا، نحتاج ألف شخص علي المسرح حتي يعطي حقيقة المسرحية.
{ أبو وسام إنك غنيت في جرش وفي قرطاج وبابل وبيروت - هل يوحي لك المكان الحجر - بشيء ما؟
- يعني الكثير ليس الحجر فقط بصراحة مجرد بان تقف علي مسرح كبير تجد شخصيتك الحقيقية حين تجد جمهورك.
{ هل تراهم؟
- طبعا.
{ أفراد أم كتل؟
- إحساسي بهم كبير بأنني أراهم جميعا.
{ هل في يوم ما، غنيت لشخص معين يقول لك أنا موجود؟
- نعم ذات مرة لفت نظري رجل كبير السن من دون هذه الالاف كلها كانوا جميعا فرحين عيني وقعت علي هذا الرجل الذي كان يجلس وليس علي محياه أي مظهر من مظاهر الانسجام مع المجموعة.
{ هل أزعجك؟
- طبعا دمرني. رحت غنيت ثانياً والجمهور قد طال من الفرح إلا هو، لا فائدة، و بعدين؟! قمت اخترت له أغنية طربية و هي (إني خيرتك فاختاري) وجدت ان الرجل قد فرح، قلت له ياااااااااااااااه و أخيرا.
{ هل هناك امرأة تغني من اجل عينيها؟
- بعد صمت (شتريد أجاوبك بنعم)؟
{ نعم
- لا تستطيع ان تقول لا.
- هنالك امرأة اغني من اجل عينيها
{ ويعرف المقربون هذه المرأة؟
- ويعرف المقربون هذه المرأة نعم .
{ هل أنت كاتم الأسرار؟
- نعم. أنا تعلمت من والدي رحمه الله الذي كان يعمل في قصر الزهور الملكي و الذي كنت أقول له : احكي لي عن العائلة المالكة، يقول لي لا ممنوع، علمني أن أردت أن تحفظ كرامتك ان رأيت شيئا لابد ان تستر عليه ولا تفضحه.
{ ان الله ستار يحب الساترين.
- اعتقد ان هذه هي مبادئنا و قيمنا في الدين الإسلامي، الدين علمنا هذا الشيء، ولكن ما شاء الله اليوم أصبحت الغيبة مستحبة، هذا طويل.. هذا قصير .. هذا ابيض!!
{ علي فكرة هل أعجبك لقب العندليب الأبيض الذي أطلق عليك في قرطاج؟
- بالطبع هذا شيء جميل.
{ ولكنك لست ابيض تماما أنت قمحي أو حنطي؟
- هاهاها أنا دائما اخذ حمام شمسي، لكي احرق بشرتي حرقا، هكذا اعتدت في دبي و في تونس.
{ عليك ان تعلن عن سر تقوله لأول مرة؟
- لم أتزوج... !!!
{ أم وسام علي ذمتك؟
- لا نحن من زمان افترقنا.
{ هل هي في كندا؟
- هي مع الأولاد في دبي.
{ عمر و وسام معك؟
- لا هم معها .. لا يفارقونها أبدا، أولادي حين يطلبون شيئا لابد ان ياخذوا موافقة الأم.
{ و لا اسبانية و لا في غرناطة ميلادها؟
- هذه كلها قصص واهية
{ أنت إلي أي حد حياتك خاصة جدا جدا؟ والي أي حجم أنت ملك الجمهور؟
- لا أنا لست ملك للجمهور، أنا ملك نفسي و عائلتي وأولادي، الفن ملك الجمهور، هناك فرق لا بد ان نعلم شبابنا عليه، وهو ان الفن عندما يخرج من يديك، خلاص صار للناس، ليس لي فيه حق بعد.
{ و خصوصياتك؟
- فيها حاجز ممنوع اجتيازه.
{ يعني ان هناك اثنين كاظم الساهر؟ متي يلتقي الجبلان؟
- عندما يدخلان البيت و يغلقان عليهما الأبواب!!!

Azzaman International Newspaper - Issue 2835 - Date 1/11/2007

جريدة (الزمان) الدولية - العدد 2835 - التاريخ 1/11/2007